headerwavessmall

خدعة منع الحمل وِصِلتها بالإجهاض

كلمة الله

"قبل ان اصورك في البطن عرفتك." ارميا 1:5

"تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح. فقد باركنا كل بركة روحية في السموات في المسيح ذلك بأنه اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قديسين بلا عيب في المحبة." افسس 1:3-4

ماذ يقول الروح القدس للكنيسة الكاثوليكية في حين تجتاح البلاد موجة جرائم محرقة الإجهاض ذات مقادير هائلة؟ إن المنظوريات التالية ستدعوالاغلبية الساحقة من الكاثوليك، إكليريكيين وعامة، كي يتوبوا عن اعمالهم وعدمها التي ساهمت في تفشي هذا الشر في محيطنا.

الموت بواسطة الإجهاض

في العقد السابق والتالي لإنشاء هذا الموقع الالكتروني في العام 1999، كان يتم إجهاض 4000 طفل بواسطة عمليات جراحية عبر البلاد. ومنذ صدور حكم المحكمة العليا في قضية رو ضد وايد عام 1973 وحتى العام 1992، تم قتل خمسة وثلاثون مليون طفل [1]، وكان هذا الحكم قد سمح بالإجهاض على الطلب في اي وقت على الإطلاق خلال فترة الحمل. وكان يتم في ولاية كاليفورنيا وحدها حوالي الالف عملية إجهاض في اليوم الواحد، اي ربع المنسوب القومي، في حين ان سكان كاليفورنيا هم فقط سدس ذلك المنسوب.

فشل سياسي

منذ قرار المحكمة العليا ساهم الملايين من الناس الابطال برفع الصلوات، بالمسيرات، بالحملات، بالتبشير والإستجداء، وذلك لوضع حد لتلك الوحشية بواسطة سبل سياسية وقانونية. ومع انه كان هناك العديد من الإنتصارات الصغيرة، إلا ان حرية الإجهاض ما زالت قانون البلاد. وللاشخاص الذين حاولوا إنقاذ الاطفال من طاحونة الإجهاض فكان نهاية أمرهم الإعتقال والسجن لسنوات عديدة ولمقاضاتهم ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم. وكانت الاموال المصادرة من قبل مناصري الإجهاض تستعمل لبناء المزيد من "المستوصفات" ولشراء الأعتدة وللقيام بمزيد من عمليات الإجهاض. وما اصبح ظاهراً هو ان المسيحيين عموماً والكاثوليك منهم خاصةً ليس لديهم التأثير في هذه المشكلة بما يقتضيه عددهم.

تصرف غير أخلاقي

خذ بعين الإعتبار هذه الإحصاءات:

حوالي 22% (60 مليون) من الأمة هم كاثوليك [2]، ومع ذلك، فإن إحصاءات الخروج من طواحين الإقتراع تشيرالى ان النساء كاثوليك هن كبقية عامة النساء من حيث الطلب والإستحصال على الإجهاض [3]. كونهن كاثوليك لا يبدو انه كان لديه اي تأثير في الامر.

في العام 1992، حوالي 44% من الامة إقترعت لصالح بل كلنتن بالرغم من موقفه المعروف والمناصر للإجهاض وحوالي 44% من الكاثوليك الذين إقترعوا، إقترعوا لبل كلنتن [4]. كونهم كاثوليك لا يبدو انه كان لديه اي تأثير في الامر. لقد قام بل كلنتن بإستعمال حق النقد مرتين ضد مشروع قانون الإجهاض الجزئي. وزيادة على ذلك، %66 من الكاثوليك صرحوا بأن حق النقد لبل كلنتن في نيسان عام 1996 ضد مشروع قانون الإجهاض الجزئي لن يأثِر في الخيار بين كلنتن وبوب دول في الإنتخابات الرئاسية – او انها ستجعلهم ينتخبون كلنتن. فوراَ بعد إستعمال كلنتن لحق النقد ضد مشروع قانون الإجهاض الجزئي، كان الكاثوليك يفضلون كلنتن على بوب دول بنسبة 58% إلى 33% بالرغم من موقف بوب دول المعروف والمناصر للحياة [5]. بعد إنتخابات 1996، اظهرت إحصاءات الخروج ان 53% من الكاثوليك الذين إقترعوا، إقترعوا لبل كلنتن [6].

وفي إنتخابات حاكم كاليفورنيا العام 1998، حصل غري ديفس على نسبة %58 من اصوات، وهو من كبار مؤيدي الخيار(مؤيدي الإجهاض) كموقف سياسي عام. وبفوزه اغدق الملايين من دولارات موازنة الولاية لتمويل طواحين الإجهاض. ومن الكاثوليك الذين إقترعوا، %58 كانت اصواتهم لصالح غري ديفس كحاكم [7]. ، ومرة اخرى ما كأن كونهم بكاثوليك قد كان له اي تأثير. اما المسيحيين الغير كاثوليك فكانت نسبتهم اقل (%47) ومع ذلك فإنها ما زالت شهادة ليست بجيدة للحركة المناصرة للحياة.

كان توزيع الالاف من المنشورات المناصرة للحياة ودليل الإنتخاب في كنائس مجمل لوس انجلس وقضاء اورنج في سياق الإنتخابات الوطنية وإنتخابات الولايات امراً تسبب بنتائج إنتخابية غير مشجعة بالنسبة للحركة المناصرة للحياة.

خدعة منع الحمل

وبإختصار، فإن المسيحيون عموماً والكاثوليك خصوصاً لم يجعلوا من التصويت لصالح مناصري الحياة بأولاية. فلو ان المسيحيون برمتهم مع اليهود والمسلمين والملحدون وذوي الضمائر الحية والمناهضة للإجهاض قد إقترعوا لصالح الحياة، لكانت هناك أغلبية جماعية طاغية ولكان المجهود لإنهاء الإجهاض على المستوى الوطني ظافراً منذ امد طويل. ولماذا لم يحدث ذلك؟ فالكنائس المسيحية عموماً والكنيسة الكاثوليكية خصوصاً اصابها إنزلاق في غمام العميان والسكوت والتحسر التي تفشل حل المعضلة. وأساس المشكلة هو خدعة منع الحمل وِصِلتها بالإجهاض والإستعمال الواسع لأساليب منع الحمل الإصطناعية. والإعتقاد بان إستعمالها مقبول هي فكرة متجذرة داخل الكنيسة.

نبؤة تحققت

لقد قام مطران دنفر بوصف جيد للحالة في امريكا إذ كتب في رسالته الرعوية "في حياة الإنسان" بان ما انذر به البابا بولس السادس في رسالته الرعوية "في الحياة الإنسانية"[8] قد تحقق. كما سبق وتم انذاره لقد حدث تدهور خطير في الاخلاقيات، فقدان رهبة الخلق، فقدان الإحترام للحياة بشكل عام في الكنيسة والمجتمع مع ملازمة التدرج بإتجاه قتل الرحمة. لقد اشار البابا يوحنا بولس الثاني الى ان هذا التدهور هو على زيادة مترضة في تلك المناطق من العالم حيث تعاليم الكنيسة بالنسبة لمنع الحمل هي لمرفوضة. وفي الجوهر، فقد إبتدأ هذا الإنزلاق على المنحدر اللولبي مع القبول باساليب منع الحمل الإصطناعية.

حض بابوي لامريكا

في كلمته الموجهة الى اساقفة كاليفورنيا، نيفادا وهوايي عام 1998، قال البابا يوحنا بولس الثاني: "هناك إجلال للحب الزوجي في تعاليم "في حياة الإنسان" وبها تعزيز لجلالة النساء وتساهم في نمو الزوجين في معرفة حقيقة طريقهم الخاص نحو القداسة. وهي الجواب لإغراءات الثقافة المعاصرة بتحجيم الحياة الى سلعة. كأساقفة، ومع كهنتكم وشمامستكم وطلاب الإكليركيات وموظفي الرعايا، عليكم إبتداع التعبير والتصور الصحيح لإبراز هذا التعليم باسلوب مجبر وممكن إدراكه" (التشديد هو من فعلنا). في الدعوة للدفاع القانوني عن حياة الإنسان من الحمل وحتى المثوى الطبيعي الاخير، قال البابا، "ما هو في سياق الرهان لا اقل من الحقيقة الغير مجزأة عن الشخص البشري التي بنى عليها الاباء المؤسسون رهان حق امتكم بالإستقلال. حياة وطن هو اكثر بكثير من تطوره المادي وقوته في العالم. فالامة هي بحاجة الى روح. إنها بحاجة الى الحكمة والشجاعة كي تتغلب على عللها اللااخلاقية والإغراءات الروحية المتأصلة في مسيرتها عبر التاريخ. وبالإتحاد مع جميع من يميلون الى ثقافة الحياة على ثقافة الموت، فعلى الكاثوليك، وخصوصاً المشرعين منهم، ان يتابعون إسماع اصواتهم فيما يتعلق بتصييغ المشاريع الثقافية والإقتصادية والسياسية، "والتي بالنسبة للجميع وتمشياً مع الاصول الديمقراطية، تساهم في بناء مجتمع حيث جلالة كل شخص معترف بها وحياة الجميع مدافع عنها ومصانة ومعززة جمالاً" (في الحياة الانسانية، 90) (Evangelium Vitae, 90). الديمقراطية تصان او تنهار مع القيم التي تشملها او تعززها ، 70) (Evangelium Vitae, 70). فبدفاعكم عن الحياة إنكم تدافعون عن الجزء الاصيل والحيوي من الرؤيا التي بني عليها هذا الوطن. على امريكا ان تعود مجدداً المحيط المضياف حيث يكون لكل طفل لم يولد بعد، وكل معاق وكل من يعاني من مرض مميت عزته وحمايته من قبل القانون." [9]

لقد طوب الله الكنيسة كي تصبح البوصلة الأخلاقية للعالم. فعندما تفشل الكنيسة (شعب الله المؤلف من الكهنة والمؤمنين) في مهمتها، فهناك يتبقى القليل جداً من التوجيه. فنادراً ما كانت تتطرق الوعظات في الكنائس عبر العقود السابقة الى موضوع شر اساليب منع الحمل الإصطناعية في الوقت الذي يتزايد فيه تفشى هذا الشر.

الصلة بين منع الحمل والإجهاض

ان إحياء التعليم الأخلاقي الكاثوليكي من على منصة الوعظ والتوبة عن إستعمال اساليب منع الحمل الإصطناعية من قبل المؤمنين هما من الاهمية بضخامة. وها هي العوامل الخمس التي تربط إستخدام اساليب منع الحمل الإصطناعية بالإجهاض.

عندما يحتضن شخص ما إستعمال اساليب منع الحمل الإصطناعية يكون قد قام بفعل اول نكرانٍ لإرادة الله في نطاق خطته الخلقية. إنها لنكران لخطة الله للحياة.

والان، بعد نكران إرادة الله مرة واحدة والقيام بإستخدام التدخل التكنولوجيا لمنع الحمل، اصبح من السهل نكران إرادة الله مرة ثانية ومن الاسهل جداً إستخدام التدخل التكنولوجيا لإزالة نتائج الحمل – اي الإجهاض الجراحي.

في اغلب الاحيان تعمل برشانة منع الحمل كمجهضة كيميائية لانها لا تمنع الإباضة دائماً. ورغم ان بعض المواد تخترق ويحصل هناك إخصاب إلا ان المخلوق الجديد يموت لان البرشانة تجعل من محيط الرحم مكاناً غير مناسباً للزرع.

فعموماً، إن الاعذار التي يستعملها الناس في محاولتهم لتبرير الإجهاض هي الاعذار نفسها التي يستعملونها لتبرير إستخدام اساليب منع الحمل.

حوالي %50 من جميع عمليات الإجهاض سببها فشل اساليب منع الحمل.

التوبة هو المطلوب

عموماً المطلوب هو ان ضمائر الكاثوليكين هي بحاجة الى الإصلاح لأن الكثرية الساحقة منهم قد وقعوا في فخ خدعة منع الحمل. حب الله العميق لنا ينتظر توبتنا بشوق. فقط عندما يحصل ذلك ستتمكن قوانيننا ومؤسستنا ان تتمتع بالقوة لتنهي تلك المحرقة الامريكية وإعادة الحماية القانونية للطفل في الرحم.

تجديد منصة الوعظ

بكل إحترام نحث رعايا الابرشيات ومساعدي كهنة الرعايا أن يكرسوا وعظة بكاملها في كل موسم (اربع مرات في السنة) لجميع قداديس نهاية الاسبوع، وعظة يكون موضوعها منع الحمل، الإجهاض، قتل الرحمة، وإحترام الحياة. وعلى هذه التعاليم ان يكون اساسها العقائد الكنسية السليمة الموجودة، المنبثقة من إستلهامات الرسائل البابوية مثل، في الحياة الانسانية Humane Vitae و اهمية ومناعة الحياة الإنسانية Evangelium Vitae [10] وغيرها من الرسائل الرعاوية المتنوعة للبابا ومطارنة الولايات المتحدة. على هذه التعاليم ان تعالج بعض اوجه موضوع البحث الإجتماعية والسياسية، وبالأخص تلك العناصر التي تؤكد اهمية التعليم الأخلاقي وحيث يتصل بالنداء لجميع الكاثوليك من رجال ونساء كي يشاركوا في الدفاع عن الحق والحياة.

الخلاصة

إن معظم المسيحيين الراشدين عموماً وكاثوليكيين خصوصاً هم بحاجة فائقة للندم والتوبة من خطيئة منع الحمل الإصطناعية. وبما ان الوعي العام الى تلك الحاجة معدم الوجود، فإن الفرصة الافضل هي بسماع الرسالة التي تؤدي الى توبتهم هي من خلال وعظة خدمة الاحد. وبسبب ضخامة المشكلة فعلى الرسالة ان ينادى بها تكراراً – على الاقل اربعة مرات في السنة.

برايان مورفي
خطة الله للحياة
Coto de Caza, CA
اذار 2000

المراجع

[1] National Right to Life, http://www.nrlc.org/abortion/index.html; Source for statistics for 1973 through 1992: Stanley K. Henshaw, et al., ”Abortion Services in the United States, 1991 and 1992,” Family Planning Perspectives, vol. 26, no.3 (May/June 1994), p. 101. 1994 Statistics reported in USA Today, August 14,1996, p. A17, attributed to the Alan Guttmacher Institute.
[2] PJ Kennedy & Sons, Official Catholic Directory 1996 (New Providence, NJ: R.R. Bowker, 1996)
[3] Stanley K. Henshaw & Kathryn Kost (Alan Guttmacher Institute), Family Planning Perspectives, vol. 28, no. 4(July/Aug. 1966); based on an AGI survey of 9,985 women obtaining abortions in 1994-95.
[4] Exit Polls:1992, Voter News Service.
[5] Los Angeles Times poll of 1,374 adults, 1,149 registered voters, April 13-16, 1996, MOE +/-3%; Catholic subsample 418, MOE +/-5%.
[6] Kellstedt, L.A., J. Green and J. Guth. Paper presented to the American Political Science Association Convention, Washington, D.C., 1997.
[7] “Portrait of the Electorate”, Los Angeles Times, November 5, 1998. Results of an exit poll of 3,693 voters from 60 polling places across California.
[8] Humanae Vitae, Encyclical Letter of His Holiness, Pope Paul VI, “Of Human Life”, July 25, 1968, Pauline Books and Media, Boston, 1968.
[9]ADDRESS OF THE HOLY FATHER POPE JOHN PAUL II TO THE BISHOPS OF THE EPISCOPAL CONFERENCE OF THE UNITED STATES OF AMERICA (CALIFORNIA, NEVADA AND HAWAII) [Ad Limina] 2 October 1998.
[10] Encyclical Letter “The Gospel of Life”, Evangelium Vitae, John Paul II to the bishops, priests and deacons, men and women religious, lay faithful, and all people of good will on the value and inviolability of human life; Pauline Books and Media, Boston, MA 1995.
TOP