header
أين الخطأ في إستعمال اساليب منع الحمل ؟ 

ست مناقشات

الاب ماثيو هابجر

1) خطة الله لقبلة الزواج:

إقرأ الحياة الإنسانية Humanae Vitae #12.

إن الله هو الذي يحدد القيم الاخلاقيات، ما هو صحيح وما هو خطأ وليس الإنسان.

"ابي يعرف ما هو الاحسن."

الله هو من صمم جنسنا: جنس بشري مؤلف من ذكر وأنثى، هذه هى خططه. هذه هى خطة الله. ليست هي خططي وليست هي خطتك وليست هي خطة سوزان.

نحن اشخاص جسديين ولسنا اشخاص ذات روح فقط. نحن اشخاص ذات جنس.

ليس هناك جنس ثالث؛ وليس هناك اسلوب حياة بديل.

بإستطاعة الإنسان إكتشاف كامل حقيقة شخصه بالإعطاء المخلص للنفس (الرسالة العامة البابوية عن الكنيسة في العالم الحديث – 24Gaudium et Spes – GS ). لقد صمم الله قلب الإنسان بحيث لا نستطيع الحصول على السعادة إلا بالإعطاء الكلي للنفس الى الاخر.هدية النفس الكاملة. التبرع الكامل بالنفس. انا كلياً لكي. لا شروط، ولا تحفظات. فهذا النوع من الحب المكرس لا يتحقق إلا في الزواج. ولهذا السبب نحن "نمتنع عن الإتصال الجنسي ونذخره إلى ما بعد الزواج."

هذا الحب الإنساني، اي الإعتناق الزوجي، إنه لرائعٌ. علينا حفاظه ككنز وأن نقاوم ترقيقه، تزويره او تبديله بزائف . "كل ما يلمع ليس بذهب." فَرٍق ما بين الحب والشهوة.

ها هنا مقتبس رائع من اقوال البابا يوحنا بولس الثاني وجهه لاعضاء مركز تنظيم التخصيب الطبيعي بتاريخ 27 شباط، 1998: "على الإتصال الزوجي ان يكون الهبة الكلية للشخص."

"آمل ان يستفيد كل شخص من الدرس عن كثب لتعليم الكنيسة بخصوص "حقيقة" فعل الحب بحيث يصبح الزوجين شريكين في فعل الله الخلقي. حقيقة هذا الحب تنبع من انه تعبير لعطاء الزوجان الشخصي المتبادل، العطاء الذي لا يكون إلا بكامله، إذ ان الإنسان هو واحد لا يتجزأ. بواسطة الفعل الذي يعبرعن حبهما، فالمطلوب من الزوجان ان يجعلا من نفسيهما عطاءً متبادلاً لشخصيهما بالكامل. لا شيءً مما هوجزأ من كيانهما يمكن إستثناءه من هذه العطية. هذا هو السبب الجوهري لعدم شرعية منع الحمل. وهذا يدخل نوعاً من الحد من هذا العطاء المتبادل ويعطل ذلك التواصل المتعذر فصله بين المعنَيين للفعل الزوجي الموحد والتناسلي وكما نوه عنه البابا بولس السادس، المكتوب بيد الله في طبيعة الإنسان (الحياة الإنسانية 12 - Humanae Vitae).

وتباعاً في هذا السياق، يشدد الحبر الاعظم وبصواب على ان الفرق الجوهري بين منع الحمل و إستعمال الاساليب الطبيعية هو ممارسة "التناسل المسؤول" وهو فرق يتعلق بعلم الإنسان لانه، في التحليل النهائي، يتعلق باسلوبين متناقضين للشخص والنشاط الجنسي (الدور الذي تلعبه العائلة المسيحية في العالم الحديث cf. Familiaris consortio 32).

انه فقط في منطق العطاء المتبادل بين الرجل والمرأة يمكن فهم التنظيم الطبيعي للإخصاب فهماً صحيحاً وعيشه عيشاً ذو اصالة كتعبيرصحيح لشراكة حب وحياة متبادلان. إنه لجدير بالإعادة انه لا يمكننا ابداً إعتبار الإنسان كغاية نحو هدف، وفوق كل شيء، ابداً كوسيلة "للمتعة." والإنسان هو، ويجب ان يكون لا شيء سوى، الغاية لكل فعل. فقط ساعتها يكون الفعل متوافقاً مع كرامة الشخص الحقة" (رسالة إلى العائلات 12 -Letter to Families). (ل-وزيرفاتوري رومانو، 11آذار، 1998)
(L’Osservatore Romano, 11 March 98, p. 2)

2) لغة الجسد ومنع الحمل

للجسم لغته الخاصة. المصافحة هى علامة ظاهرة للكياسة والتهذيب. هذا ما يعنيه وما يقوله هذا الفعل.

والقبلة هي علامة صداقة وثقة وهي اكثر إلفة من المصافحة. إلا ان قبلة يهوذا هي خيانة بحسب لغة الجسد. إنها كذبة بشكل شنيع.

المعانقة الزوجية هي مشاركة كاملة للنفس مع الحبيب. هذا ما تعنيه لغة الجسد. منع الحمل هو لغة اخرى مختلفة وكانها تقول: "انني امتنع عن إعطاء خصبي. انت حافظ بخصبك لنفسك. انا لا اريد ان اشرك هذا القسم مني معك." والرجل يقول: "انا احبك عزيزتي ولكن ابقي خصبكِ لنفسكِ. لا اريد اي جزءٍ من ذلك." منع الحمل هو معاكس للغة المشاركة الكلية.

على المعانقة الزوجية ان تقول ما تعنيه وتعني ما تقوله. عندما نغير معنى الكلام عندها نضحد التواصل ونخلق البلبلة. عندما نعدل معنى لغة الجسد عندها يتغير معنى الحب ويتغير معنى الإخلاص وعطية النفس ومعنى الوعد.

3) منع الحمل هو ضد الحياة وضد الإخصاب

المبدأ الخلقي الاعظم هو: إفعل الخير وتفادى وقاوم الشر.

علينا حب الخير. الحياة هي جيدة والإخصاب هو لجيد. علينا حب تلك. الاطفال هم جيدون.

من الخطأ ان نقوم ونقاوم ما هو جيد وان نقاوم الإخصاب ونعتبره شر. منع الحمل يفعل ذلك. إنه يعتبر الإخصاب وكأنه مرض.

ولماذا يكون على إمرأة بصحة جيدة ان تتناول الحبة؟ من يتناول الحبة، أمن هو بصحة جيدة ام من هو مريض؟ ولماذا يكون على إمرأة خصبة وبصحة ممتازة ان تتناول حبوباً تكبت وتعقم خصبها؟ خصب المرأة هو جزء حيوي من حياتها. فالهرمونات القوية التي تعمل في جسمها خلال الدورة الشهرية مسؤولة عن تغييربشرتها يسهب في إبراز جمالها. منع الحمل يريد ان ينفي للمرأة جزأ حيوياً من ذاتها. لماذا عليها ان تقلب حياتها راساً على عقب كي تكون دائماً بمتناول الرجل؟

منع الحمل يقول ان الطفل هو ليس بركة إنما هو لعنة. إلا ان الاطفال هم اكبر بركة التي يمكن لله ان يعطيها للثنائي في زواجهما. على الزوجان ان لايحرما ذاتيهما من بركة الله.

4) "كلا" لله

منع الحمل يقول لله "لا." لقد إختار الله ان يعمل بواسطة الاهل لإدخال اشخاص جدد إلى العالم؛ اشخاص يعمرون الى الابد. الاطفال هم اكبر بركة التي يمكن لله ان يعطيها للزوجان. من الابد كان الله يعرف اسماء جميع اولادكم. منع الحمل يقول"لا" لخطة الله. "لن نكون خداماً للحياة. نحن سنكون اسياد الحياة." قرار كهذا يغلق الباب امام وجود الله في الزواج. يريدنا الله ان نكون كرماء بمشاركة الحياة تماماً كما هو كريم بمشاركتنا في الحياة وفي حياة هي ملؤ الحياة معنا.

5) الحبوب المسببة للإجهاض

هل كنت تعلم ان حبوب منع الحمل هي حبوب تسبب الإجهاض؟ كلها لديها نسبة فشل تتراوح بين 2% و 15%. ولا واحدة منها تمنع تماماً خروج البيضة من المبيضة. هناك دائماً إختراق وخروج البيضة من المبيضة وتصبح المرأة حامل، وعندها ماذا نفعل؟

وهكذا، فللحبة مفعول ثانٍ وهي تجعل جدران الرحم معادية للزرع. هذا يعني ان الجنين (the conceptus)، هذا الإنسان الصغير جداً، عندما يتحرك نزولاً في الانبوب الفالوب ليحاول التجذرفي غنى رحم امه، فقط ليواجه بالرفض والمجاعة او الإستئصال من جسد امه او يمتص. هذه صورة عن الإجهاض المبكر. هذا كلام عن الإجهاض الكيميائي المبكر.

يأكد لنا الصيادلة الذين هم من ذوي ثقافة الحياة انه مقابل كل عملية جراحية لإستئصال جنين في الإجهاض في امريكا واوروبا، هناك ثلاث او اربع عمليات إجهاض كيميائية إضافية باكرة. علينا ان نتذكر ان الاي يو دي (IUD) هي فعلاً مسببة للإجهاض وان الديبو-بروفيرا (Depo-Provera)، الإبرة في العرق وذات مفعول يدوم ثلاثة اشهر، هي ايضاً فعلاً مسببة للإجهاض. وكذلك النوربلانت (Norplant)، الست عود ثقاب تحت إبط يد المرأة، فإنها ايضاً فعلاً مسببة للإجهاض. وكذلك ايضاً الحبة الصغيرة المسماة بالصباح ما بعده (the Morning After Pill)، اومنع الحمل الطارئ.

سيكون في المستقبل عدد اقل من العمليات الجراحية وعدد اكبر من الإجهاض الكيميائي. الاجيال المقبلة من حبوب منع الحمل اواللقاح اوالحقن ستكون مسببة للإجهاض الكيميائي الباكر. ستصبح المرأة حامل وتقوم تكراراً بالإجهاض دون علمها بأنها هي حامل.

6) ميراث منع الحمل

هذا الميراث هو ذات وجوهٍ متعددة ومؤسفة. في العام 1968 وبعد الحياة الإنسانية (Humanae Vitae)، وعدنا علماء الدين المخالفون انه سيحسن حياتنا بطرق شتى. سيكون الزواج اقوى بدون الخوف من حمل غير مرغوب فيه. سيكون هناك عدد اقل من الطلاق. والعائلات ستكون اسعد والاطفال اكثر رضاً. تلك كانت الوعود ولكن عاينوا النتائج فعلياً. عاينوا الفضل حيث الفضل مستحَق.

منع الحمل يؤدي دائماً إلى المزيد من:

7) التخطيط الطبيعي للعائلة (Natural Family Planning)

الكنيسة تُعلم ان التخطيط الطبيعي للعائلة (NFP) هو طريقة الله وطريقة الطبيعة في خلق الفسحات بين الولادات. إن الله لم يملي انه على الزوجان ان ينجبا اكبرعدد ممكن من الاطفال جسدياً. نحن لسنا بأرانب. ولكنه كذلك لم يجبرنا بإثنين فقط: صبي لي وبنت لكِ. الله يريد ابوة وامومة مسؤولة، وهذا يعني عدداً من الاطفال بمقدور ما يستطيع الاهل ان يمنحوهم من الحب والعيشة اللائقة. ترك الله الإنسان "وتركه يستشير نفسه" (سفر يشوع بن سيراخ 15:14).

ان التخطيط الطبيعي للعائلة (NFP) هو فعال جداً. عندما يتقَن ويعلم جيداً، يمكن الإعتمادعليه اكثرمن اي اسلوب إصطناعي ما عدا التعقيم. بكل تأكيد، لا يجوز إساءة إستعمال التخطيط الطبيعي للعائلة (NFP) وإعتماده كنوع من منع الحمل الكاثوليكي. عليه ان يكون هناك سبب خطير يدعو لخلق الفسحات بين الولادات، وهناك اسباب خطيرة فعلاً. يتطلب التخطيط الطبيعي للعائلة (NFP) ضبط النفس وحرية الإرادة والتفكير الصافي. تلك هي الطريقة الإنسانية لإعطاء وجهة معتبرة للنشاط الجنسي والحواس. علينا ان نمتلك انفسنا قبل ان نعطي انفسنا للغير. العفة هي فضيلة تعني الجميع قبل الزواج كما بعده.

خذوا بعين الإعتبار حسنات التخطيط الطبيعي للعائلة (NFP):

8) الختام

إذا بغين السعادة والسلام مع انفسنا ومع الله والاخرين، فما علينا إلا إتباع خطة الله:

عَانقوا حياة الإنسان! عَانقوا الحياة الإنسانية Humanae Vitae!

الى اعلىTOP